mardi 3 mars 2009

المقال الثّالث: الوطنيّة والـ"آش يقولولو"

الـarticle الثالث متاعنا، باش نحكيو فيه على حكاية الوطنيّة وخرّافة أمّي سيسي إللّي فالقيننا بيها من عام 1987، ومازال مازال (كيف ما تقول الغنّاية)... "معا من أجل تونس"، "مع بن علي من أجل تونس القرن الواحد والعشرين"، "تونس الأمن والأمان" (و"أمان أمان يا الماني"... موش هكّه...؟)، "تونس التّحوّل"، "عهد القيادة الرّشيدة"... غنايات لا تشطّح ولا تزهّي، يغنّيولنا فيها "صبح وليل، ليل وصبح"، كيف ما قال "عادل إمام" هاك العام في مسرحيّة "شاهد ما شافش حاجة"... (حتّى هيّ ملاّ صيفة مسرحيّة عايشين فيها... تقتل...!) وانتوما، شفتوش حاجة...؟ كانكم عليّ آنا، بصراحة، عمري ما شفت أتعس من ها الحالة.
ندخلو في الموضوع... آشنيّة هيّ الوطنيّة... أو le patriotisme، كيف ما يقولو الجماعة إللّي عاملين لينا فيها مثقّفين ومتشبّعين باللّغة الفرنساويّة...؟ مانيش باش نرجع للـdictionnaire باش نقوللقم على التفسير اللغوي "الصّحيح والمتّفق عليه" متاع الكلمة هاذي، لأنّي نعرف ومتأكّد إللّي العباد الكلّ تعرف هاك المعنى هاذاكه. أما خلّينا نشوفو مع بعضنا آشنيه معناها عند جماعة "فوق السّور"، نقصد عند الجماعة إللّي يحكمو فيّ وفيكم وفي ها البلاد الكلبة... الوطنيّة عندهم، باختصار: ميزاب فلوس يصبّ في les comptes bancaires متاعهم ومتاع أحبابهم وأصحابهم... الوطنيّة عندهم: كلام فارغ يصبّحو عليه ويباتو عليه، لا ينفعني ولا ينفعكم، عاملينو exprès باش يغطّيو عين الشمس بغربال، كيف ما يقولو، ويبعّدو العينين عليهم... الوطنيّة عندهم: تمرين متاع تنويم مغناطيسي ينوّمو بيه في ها الشّعب الكريم إللّي الماء يجري تحت ساقيه وهوّ ماهوش داري بحتّى شيء... الوطنيّة عندهم: إسرق على روحك أما ما تخلّي حتّى حدّ يسرق، وإذا فاقو بيك أعطيهم على روسهم... الوطنيّة عندهم: أعفس عليه مازال يتنفّس وما تنساش تنحّيلو فلوسو...
آشكون يحبّ الوطن، في الحالة هاذي...؟ آشكون يقول بروحو ويدّعي أنّو وطنيّ...؟ الوطنيّين زوز أنواع من النّاس: النّوع الأوّل متكوّن من السّرّاق إللّي رابحين à cent pour cent من البلاد وحاطّين إيديهم على فلوس الدّولة الكلّ... والنّوع الثّاني نلقاو فيه المغفّلين إللّي جادّة عليهم حكاية الوطن والنّشيد الوطني والدّيمقراطيّة وبقيّة الخرّافة، فالحين كان في التّصفيق والعياط "يحيا الزّين"... في الواقع، أيّ حاجة تزيدها صفة "الوطنيّة" تولّي تابعة لجماعة "الحاجّ والحاجّة"... الأمن الوطني، مثلا، معمول essentiellement باش يأمّن الأمن للعصابة ويدكّ المعارضين وإللّي "سوّلت لهم أنفسهم الأمّارة بالسّوء" (كيف ما يقولو "فطاحلة العربيّة" في التّلفزة... أما هوما حاشاهم: ملايكة على وجه الأرض... موش هكّه...؟) أنّهم يقولو كلمة "لا"... الأسباب تتبدّل في غمضة عين وإللّي قال "لا" للسّارق إللّي شدّو بالكمشة ويدّو في جيبو، يولّي عضو في جماعة إرهابيّة (ألعب مع اللّفعة والعقرب يمكن تسلّكها وتمنع، أما مع الإرهاب...؟ مستحيل كان تخرج منّو حيّ...!) ويولّي تابع لتنظيم القاعدة وبن لادن، ويولّي "يخطّط لعمليّات إرهابيّة واسعة النّطاق تستهدف أمن الوطن والمواطنين"، وهاك الكلام إللّي نسمعو فيه في "تونس7" و"تونس21" وبقيّة أجهزة التّعتيم الإعلامي... ويولّيو لقاو عندو سلاحات متنوّعة (رغم إللّي هوّ أخطر سلاح شافو في حياتو ساطور ززّار الحومة...) ولقاو كتب متاع دين (ولو هوّ خاطيه، من البار للدّار...) وكتب متاع سياسة (إللّي عمرو ما فهمها ولا عرف كيفاش تتفبرك...) ومناشير وقنابل ومتفجّرات، كيف ما عملو مع جماعة "النّهضة" والخوانجيّة، juste بعد ما شدّ الـ"زين" الكرسي... وبرّه لوّج إنت أشكون يخرّجك من هاك القفص إللّي صنعوهولك...! حتّى عزرائيل نفسو ما ينجّمش يخرج منّو... وحتّى إذا لقيت محامي يدافع عليك، تأكّد إللّي ماهوش باش ينجّم يقول حتّى كلمة... البلاد الكلّ في جيوبهم، باش يحيرو هوما في محامي...؟ ويمكن زاده تخلّصو في أتعابو ويدور عليك ويطلب، كيف ما نشوفو في المسلسلات المصريّة، "بتسليط أقصى العقوبات" عليك وعلى أمثالك... ماهو حتّى هوّ معذور: صحيح يخدم محامي، لكن ما يلزموش يعمل الدّوانة مع الجّميّعة لأنّو يشوف لقدّام ويحبّ يوصل...!
من هذا المنطلق، آنا نقوللكم، من بلاصتي هذي، وبأعلى صوتي، أنّي مانيش وطنيّ حتّى طرف ويمكن عمري ماني باش نولّي وطنيّ... علاش "يمكن"...؟ هاو باش نقوللكم... يمكن نولّي وطني نهارت إللّي يعطيوني كرسي باهي في وزارة باهية ونلقى روحي تنصرّف في تفتوفة باهية ما تقلّش على مليار وإلاّ زوز... وقتها يمكن نولّي وطنيّ ونفكّر في روحي ونلمّ الملمّة وإللّي فمّه ونفصع للخارج... (هيّ الوطنيّة من الخارج خير من الدّاخل، بطبيعة الحال...) ويقولولي: "رجّع الفلوس وتوّه نسامحوك"، نقوللهم: "توه نرجّع كيف يرجّعو إللّي سرقو قبلي، وموش لازم تسامحوني"... هذي هيّ الوطنيّة وإلاّ بلاش... موش تصفيق وعياط وزياط و"يحيا الزّين" و"بالرّوح بالدّمّ، نفديك يا رئيس"، وآنا دمّي نشف وروحي طالعة من خلاص الكمبيالات، لمصروف الـessence، لقصايص القروضات، لكراء الدّار، لفاتورة الماء، لفاتورة الضوّ، للدّوايات، لكوارت الـrecharge متاع الـportable، لقضية العيد الصّغير، لقضية العيد الكبير، لبيت النّوم إلّي ماهياش خالصة، للتلفزة إللّي طاحت en panne وما عنديش باش نصلّحها، لعرس صاحبي إللّي جاني في وقت guigne، لصاحبتي إللّي عامل منها راس مال وعاملة منّي guide touristique وتحبّني نهزّها نحوّص بيها في سيدي بوسعيد وإلاّ البلفدير وإلاّ ما نعرفش وين... وأصرف أصرف... وتهزّ ساق تغرق بكلّك... ياخي قدّاش منّو الواحد وإمنين ها الفلوس هذي الكلّ...؟ صدّقوني، مرّات نقعد ونفكّر بيني وبين روحي ونقول لروحي، في نهاية المطاف: سلّكتها يا راجل إللّي مازلت حيّ تتنفّس...!
إذا، كيف ما قلتلكم، مانيش وطنيّ، ولوكان يعطيوني العلم الوطنيّ توه نعملو خيشه... هاوكه، على الأقلّ، ينفع لحاجة، موش كيف ما هوّ توّه، rideau حاطّينو الجماعة على الشّبّاك باش ما نشوفوهمش وهوما يسرقو في فلوس الدّولة والشّعب... ومبعّد، يجيك ويقلّك: "تبرّعو لصندوق 26-26، صندوق التّضامن الوطني"، و"التّبرّع عمل وطنيّ"... وتتبرّع، كيف ما يقولو، رغم أنفك، ويزيدو ينحّيولك une journée de travail من شهريّتك... (هاك الشّهريّة الباهية...! عندهم الحقّ: حتّى هيّ ناقصة قصايص...!) قلتلكمش إللّي أيّ حاجة تدخّل عليها صفة الوطنيّة تولّي تابعتهم...؟ واحد من أصحابي سألني مرّة وقاللّي: "ملاّ صيفة تحسينات عملوها بفلوس الـ26-26...! ماء وضوّ وديار وكيّاسات... فكرة هايلة، n'est-ce pas...؟" من نهارتها ضربت على إسمو بالـstylo rouge من قائمة أصحابي... "فكرة هايلة"، يا ولد الكلب...؟ (عندو الحقّ صاحبي وعشيري "ببّوشة" كيف قال: "راقد في poubelle ويغنّي la vie est belle"... ملاّ تناقض وملاّ مهزلة في ها البلاد...!) على هذاكه باش تعيش حياتك فقري وتموت فقري ويمكن حتّى ما يلقاوش فلوس باش يدفنوك يولّيو يطيّشوك في poubelle، كيف الكلب... أما حتّى هوّ صاحبي مسكين: علاش نلوم عليه...؟ آشنيّه ذنبو هوّ...؟ ذنبو الوحيد أنّو صدّق الكذبة إللّي حكاوهالو أولاد الهجّالة الأخرين... "مناطق الظّلّ" إللّي يحكيو عليها صارفين عليها واحد على مليار من الفلوس إللّي تتعدّى للصّندوق و immédiatement بعدها لجيوبهم... جيوبهم هي مناطق الظّلّ الوحيدة إللّي تستاهل... وتجيني إنت اليوم وتقلّي الوطنيّة والوطن...! سيّب عليك من ها الرّويّق الفارغ والشّعارات... ياخي آش رابح منها آنا ها البلاد الكلبة...؟ طزّ فيها وفي كلّ واحد يقول إللّي هوّ وطنيّ... وخلّيهم يقولو خاين...!
بيني وبينكم، ها الكلمة ولاّت تعملّي الحساسيّة... وقت إللّي نسمعها، نحسّ روحي كأنّي بالع deux litres متاع ماء batterie... نغلي وحدي كيف الـcocotte-minute وما إنّجّمش حتّى نتنفّس... تعرفوش كيفاش...؟ هيّا نبدّلو ها الصّحن... وينو الـserveur خلّيه يجيبلي عجّة بالمرقاز...؟


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire